وأشاد ماثيوز بدور زيلينسكي في تعبئة المجتمع الأوكراني واستحصال الدعم الغربي لكييف في المراحل المبكرة للنزاع المسلح مع روسيا، لكنه مع مرور الوقت “لم يعد جزءا من الحل لأوكرانيا – بل أصبح جزءا من المشكلة”.
وأوضح الكانب أنه خلال العام الماضي استخدم زيلينسكي صلاحيات الطوارئ في زمن الحرب لإبعاد وملاحقة وسجن العديد من معارضيه السياسيين البارزين ومنتقديه. كما تم إغلاق وسائل إعلام معارضة، واستولى مقربون من زيلينسكي على آلاف الشركات تحت ذريعة وجود صلات مزعومة لها بروسيا.

وأضاف المقال أنه تم فصل عدة وزراء كبار بسبب فضائح فساد كبيرة لكن دون محاكمتهم. وفي الأسبوع الجاري أمر حزب زيلينسكي بفرض سيطرة الدولة على هيئتين رئيسيتين مستقلتين لمكافحة الفساد كانتا تحققان مع مئات من المسؤولين الحكوميين وأعضاء البرلمان وموظفي الإدارة الرئاسية.
وتابع ماثيوز: “لأول مرة منذ بداية الحرب، شهدت شوارع كييف احتجاجات آلاف الشباب.. وكان هجوم زيلينسكي على هيئات مكافحة الفساد.. خطأ فادحا غير مبرر، خاصة مع بدء (الرئيس الأمريكي) دونالد ترامب في التحرك قليلا نحو موقف أكثر تأييدا لأوكرانيا”.
وحسب الكاتب، فقد أصبح هذا القرار “هدية لكل من في الغرب يعارض تقديم المزيد من المساعدات العسكرية” لكييف، كما أنه أثار إدانة من الاتحاد الأوروبي، الذي كان على وشك بدء مفاوضات الانضمام مع كييف. أعربت مفوضة الاتحاد الأوروبي للتوسع مارتا كوس عن “قلقها الشديد” وذكّرت زيلينسكي بأن “سيادة القانون تظل في صلب مفاوضات الانضمام للاتحاد الأوروبي”.

وأشار ماثيوز إلى أن “ولاية زيلينسكي الرسمية انتهت في مايو 2024، لكنه ما زال في منصبه بموجب صلاحيات الطوارئ في زمن الحرب، رغم المطالبات بتشكيل حكومة وحدة وطنية.
ووتابع: “تتصاعد الدعوات لإجراء انتخابات جديدة، رغم استمرار الأعمال العدائية، ويعتقد أكثر من 70% من الأوكرانيين أن قادتهم يستفيدون من الحرب – وهو أمر مدمر للغاية في زمن الحرب – كما أن التعب من القتال بين الجنود والمدنيين على حد سواء أصبح عميقا”.
وحسب ماثيوز، فإن انتخاب رئيس أوكراني جديد سيمثل لحظة “إعادة ضبط” – خاصة “إذا كان مستعدا لحماية حقوق الناطقين بالروسية في أوكرانيا، وهو مطلب رئيسي للكرملين، ومن المفارقة أنه أيضا مطلب للاتحاد الأوروبي”.
واختتم ماثيوز بقوله إن زيلينسكي قد لعب دورا “بطوليا” في الماضي، لكن “هناك الآن خطر أن يقلد سابقيه الفاسدين، وعليه أن يتنحى من أجل مصلحة أوكرانيا”.
المصدر: “التلغراف”
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب