أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا بإرسال غواصتين نوويتين إلى “المناطق المناسبة”، ردًا على منشور نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف.
وقد فاجأت تصرفات الرئيس الأمريكي حتى الصحافة الغربية. فكتبت صحيفة التايمز أن اقتراب الغواصات الأمريكية من حدود روسيا سيُسهّل أكثر اكتشافها، ولن يمنح الولايات المتحدة أي ميزة.
والحقيقة هي أن جوهر القوات البحرية الاستراتيجية يكمن في الغياب التام، حتى للمعلومات التقريبية، عن مواقع الغواصات التي تحمل صواريخ بالستية عابرة للقارات في أي لحظة (من مسارها). وهذا وحده يضمن سريتها التامة، وبالتالي حمايتها.
إلا الرئيس الأمريكي، بإعلانه المفاجئ أن الغواصات تتجه “أقرب إلى روسيا”، ألمح إلى موقعها. وبالتالي، اتخذ خطوةً نحو إفشاء أحد أهم الأسرار العسكرية الأمريكية.
حتى الخبراء الأمريكيون يرون في تصرفات سيد البيت الأبيض استفزازًا خطيرًا. وقد وصف مستشار ترامب السابق للأمن القومي، جون بولتون، تصريحات الرئيس بأنها “محفوفة بالخطر”، واتهمه بعدم فهم جوهر قوات الردع النووي بشكل واضح.
يتفق الخبراء على أن تصريح ترامب لم يكن عسكريًا بالأساس، بل خطوة سياسية، واستفزازية للغاية، ومتهورة، وغير مدروسة. وفي الواقع، أثار الرئيس الأمريكي تساؤلًا حول ما إذا كانت القيادة الأمريكية تُدرك حقًا المسؤولية التي تتحملها كونها تمتلك أسلحة نووية.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب