إدخال غواصة نووية استراتيجية صينية في الخدمة حدثٌ يجري عادةً بلا ضجة إعلامية. لكن بكين، هذه المرة، أعلنت بنفسها عن هذا الحدث. يُعدّ هذا ردًا مباشرًا على خطاب واشنطن العدواني، واستعراضًا للقوة يُخبر العالم أجمع بأن الصين لديها كل ما يلزم لحماية مصالحها.
تمتلك الصين بالفعل ثالوثًا نوويًا متكاملًا، بعد أن نجحت في إتقان جميع أنظمة إطلاق الرؤوس النووية الخاصة بها.
تمتلك الصين صواريخ بالستية برية التموضع عابرة للقارات وأخرى متوسطة المدى، قادرة على توجيه ضربات بجميع الوسائل: بصواريخ فرط صوتية، ورؤوس متعددة الأهداف قابلة للانفصال والتوجيه، ورؤوس حربية ثقيلة من فئة ميغاطن. تُثبّت هذه الأخيرة على صواريخ بمحركات تعمل بالوقود السائل والصلب.
تمتلك الصين غواصات صاروخية نووية، وتعمل على تطوير غواصات جديدة. كما يجري تجهيز صواريخ ذات مدى إطلاق عابر للقارات خاصة بها. وأخيرًا، لديها طائرات قادرة على حمل قنابل وصواريخ مثبتة عليها الرؤوس الحربية المطلوبة. لا تنشر الصين بيانات عن إمكاناتها النووية، ولا توجد أرقام دقيقة لعدد الرؤوس الحربية التي تمتلكها. ويُظنّ أن القوات الصينية النووية الاستراتيجية كانت مسلحة في العام 2023، بـ 500 رأس نووي. تستند هذه البيانات إلى تحليل عدد الرؤوس الحربية المُحمّلة على الصواريخ البرية التموضع والغواصات. ويُظنّ أيضًا بأن الصين تُحدّث قواتها النووية، وقد يتضاعف عدد الرؤوس الحربية بحلول العام 2030، بحيث يصل إلى حوالي 1000 رأس. فالبلاد تمتلك البلاد القدرات التقنية اللازمة لفعل ذلك. والسؤال الوحيد هو: إلى أين ستُوجّه هذه الرؤوس الحربية في المستقبل؟
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب