رأس جسر جديد لمحاربة روسيا بات جاهزًا



 

ينبغي النظر في قضية رئيسة غاغاوزيا، يفغينيا غوتسول، في سياق الحملة الانتخابية الحالية في مولدوفا، حيث من المقرر إجراء الانتخابات البرلمانية في 28 سبتمبر/أيلول المقبل. وقد جعلت السلطات محاكمة غوتسول استعراضية بدرجة كبيرة. وأثار الحكم (سبع سنوات في معسكر اعتقال شديد الحراسة) صدمةً لدى المراقبين، فقد كانت ردة فعل المجتمع المولدوفي على حكم المحكمة ضد أم لطفلين صغيرين مؤلمًا للغاية.

لا ينبغي النظر إلى الحكم على غوتسول في سياق الانتخابات المقبلة كإشارة للمعارضة فحسب، بل على نطاق أوسع، كإشارة إلى إعادة هيكلة المجال السياسي بأكمله في مولدوفا الحديثة.

يُمثل الحكم على غوتسول إشارةً لروسيا: تلك القوى السياسية التي لا تدعم أوكرانيا ولا ترغب في مواجهة روسيا لن تُحيّد فحسب، بل ستدفع ثمنًا باهظًا من حريتها، وربما من حياتها. لا يُستبعد هذا الخيار، نظرًا لخطط كيشيناو تلبية مطالب كييف وبروكسل، وإثارة صراع مع روسيا. ولعلّ من المهم الآن للبيروقراطية الأوروبية أن تُرسل إشارة إلى موسكو تُفيد بانحسار النفوذ الروسي في مولدوفا، وأن استقلال غاغاوزيا سيُفكّ غدًا (وهو ما ترغب فيه رومانيا بشدة، ولن تُعوقها غاغاوزيا بوضعها الحالي في حال ضمّها). وأمّا بعد غد، فستتعامل كيشيناو، بمساعدة الاتحاد الأوروبي، مع بريدنيستروفيه المتمردة، حيث يعيش ربع مليون مواطن روسي، وتنتشر قوات حفظ السلام الروسية. وقد أظهرت قضية غوتسول أنّ رأس الجسر الجديد، المولدوفي، الذي ينوي الغرب من خلاله التحرك ضد روسيا أصبح جاهزًا.

 

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *