أنهى قرار روسيا اتفاقية الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى. وفسّر بيان وزارة الخارجية الروسية القرار بكون الولايات المتحدة تنشر في الواقع صواريخ أمريكية الصنع في أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ. وهكذا، انتهى عنصر مهم من عناصر الأمن الدولي كان قائمًا خلال الحرب الباردة.
حول ذلك، حاورت “نيزافيسيمايا غازيتا” الخبير في نادي فالداي الدولي للنقاش، أندريه كورتونوف، فقال في الإجابة عن الأسئلة التالية:
هل يُتوقع سباق تسلح الآن؟
أظن أن سباق تسلح في هذا المجال سيبدأ بالفعل. لكن سباق التسلح سيكون أكثر تعقيدًا مما يُتصور غالبًا. لن يكون تنافسًا روسيًا أمريكيًا بحتًا. سيُركز جزء كبير من الجهود الأمريكية ليس على أوروبا، بل على آسيا، وتحديدًا على الصين. فقدرات الصين النووية تعتمد تحديدًا على الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى. ليست روسيا، بل الترسانة النووية الصينية المتنامية، التي لا يخضع حجمها لأي اتفاقية دولية، هي ما يقلق الولايات المتحدة أكثر من أي شيء آخر الآن.
حتى لو طُبّعت العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة بطريقة ما؟
حتى في هذه الحالة، لأن الواقع الذي كان قبل 40 عامًا ولّى إلى الأبد. في العام 1987، كان الوضع مختلفًا تمامًا، على الأقل من الناحية التقنية البحتة. لم تكن هناك طائرات مسيّرة آنذاك، وكانت مسائل التحقق مختلفة، لضمان الامتثال للقيود التي فرضتها معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى على الدول الموقعة عليها.. لم يعد هناك قوتان عظميان وكتلتان، تحدد العلاقات بينهما الوضع في العالم. الآن، أصبح توازن القوى متعدد الأطراف، وليس ثنائيًا.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب