القاعدةُ الثابتةُ هذه الأيام أثناء بحثِ الشأن السوري هي السؤال عن وحدةِ البلاد ومخاطر التقسيم العالية، ووزير الخارجيةِ التركي لا يشذُّ عن هذه القاعدة. تكشفُ أنقرة على لسان هاكان فيدان عن رصدِ تحرُّكاتٍ على الجهاتِ السورية الأربع لاستغلال أحداث السويداء، فما كان منها إلا أن أرسلت تحذيراتٍ ومفادُها: تركيا ستتدخّلُ لمنعِ تقسيم سوريا. تعرفُ تركيا أن هناك مستفيدين كثراً من احتمال تقسيم سوريا، على رأسِهم إسرائيل. ولا يخفى على أحدٍ كيف وسَّعَتِ احتلالَها للأراضي السورية وصولاً إلى أبوابِ دمشقَ حتى الآن. لكنَّ السؤال هنا، ما الذي يثيرُ هواجس أنقرة؟ الجوابُ القطعي هو احتمال إقامةِ دولةٍ كرديةٍ على بعض أنقاضِ سوريا، وهو احتمالٌ واقعيٌّ جدًّا.. ومن هنا يبرزُ سؤال آخر: كيف ستتدخلُ تركيا؟ قد يملك البعض إجابات لكن، ماذا لو فرضت تلُّ أبيبَ واقعَ تقسيمٍ في جنوب سوريا عبر ضمِّ القنيطرة ودرعا والسويداء مثلاً؟ هل يبقى تهديد هاكان فيدان قائماً؟ سنبحث هذا الأمر، لكنَّ الرَّدَّ التركيَّ الباردَ على طلبِ دمشقَ تعزيزَ قدراتِها الدفاعية، يجيب على جزءٍ وافٍ من هذا التساؤل..