وأفاد مراسل نوفوستي من بيروت، بأنه بمناسبة عيد البحرية الروسية الذي يصادف اليوم الأحد 27 يوليو، أقيمت هناك مراسم تأبين للبحارة الروس الذين سقطوا على الأراضي اللبنانية.

دخلت الفرقاطة الشراعية البخارية “أوليغ”، في عداد المجموعة الروسية بالبحر الأبيض المتوسط، في يوليو 1860. وبعد بضعة أشهر، توجهت الفرقاطة الجديدة في مهمة حفظ سلام إلى شواطئ سوريا ولبنان، حيث اندلع صراع مسلح بين الدروز والمسيحيين. وأعاد نجاح المجموعة بقيادة الفرقاطة “أوليغ” في المياه الإقليمية اللبنانية مجد البحرية الإمبراطورية الروسية. ولاحقا غرقت هذه السفينة الحربية في خليج فنلندا. ولفت اكتشافها في عمق البحر وتاريخها المجيد انتباه الرئيس فلاديمير بوتين، الذي غاص إلى الفرقاطة الغارقة في 15 يوليو 2013.
وفي تعليقه على الحدث، قال مساعد الملحق العسكري في السفارة الروسية في لبنان العقيد سيميون زاخارتشينكوف لمراسل نوفوستي: “في عام 2025، عثرنا على قبر البارون غودجارد بيستروم، أحد أفراد طاقم الفرقاطة أوليغ. لهذه السفينة أهمية تاريخية بالغة، وتعتبر فخرا مجيدا للبحرية الإمبراطورية الروسية. الضابط بيستروم كان ينتمي إلى عائلة عريقة، عُرف أبناؤها في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر كقادة عسكريين بارزين في روسيا. وكان من بين أقاربه القائد العام المساعد كارل بيستروم، بطل الحرب الوطنية عام 1812”.
وفي تعليقه على الفعالية المخصصة لذكرى البحارة الروس، أشار رئيس النادي التاريخي في البيت الروسي في لبنان، طوني معلوف، إلى أهمية الحفاظ على ذكرى مآثر الجنود الروس من أجل حماية الحقيقة التاريخية التي تعرضت للتشويه بشكل متزايد في السنوات الأخيرة. وقال معلوف: “نقوم اليوم بإحياء ذكرى ضابط بحري روسي وصل إلى بلادنا خلال الأحداث التاريخية التي شهدها جبل لبنان. وللأسف، نشأ صراع بين مختلف مكونات المجتمع، فتدخلت الدول الأوروبية، وفي مقدمتها روسيا، لحل الوضع. وكان دور روسيا محوريا في منع حرب كبرى وإنهاء الصراع مع حماية السكان المسيحيين. واليوم نرى تواجد روسيا طبيعيا في البحر الأبيض المتوسط، بهدف الحفاظ على التوازن في هذه المنطقة”.
في أوائل فبراير الماضي، تمت إزاحة الستار في لبنان عن لوحة تذكارية للأميرال الروسي أندريه لازاريف، سليل سلالة القادة البحريين والبحارة الروس الشهيرة، وابن شقيق ميخائيل بتروفيتش لازاريف، مكتشف القارة القطبية الجنوبية ومؤسس مدينة نوفوروسيسك.
المصدر: نوفوستي