قبل أيام وضعَ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الهندَ أمامَ خيارين، إما التوقفُ عن استيرادِ النفط الروسي أو مواجهُ زيادة كبيرة على التعريفات الجمركية على صادِراتِها إلى الولايات المتحدة. ربما فاتَ الرئيسَ الأميركي أن أي دولة ذاتِ سيادة لن تقبل التنازلَ عن سيادتِها أمام ابتزاز كهذا لو مهما كلَّفَ الأمر. في النتيجة تواصل الهند استيرادَ النفط الروسي، فيخرج دونالد ترامب متوعِّدًا بزيادة التعريفات على الهند بشكل كبير لأن نيودلهي تواصل شراء النفط الروسي. لم تتغيَّر عقليةُ “الكاو بوي” أي راعي البقر الأميركي، لكنَّ ما تغيَّرَ هو أن الزمن الذي كانت فيه واشنطن تملي إرادَتَها على العالم، ولّى إلى غير رجعة. أكّدتِ الهند عزمَها على حمايةِ مصالحها الوطنية، وكذلك فعلتِ الصين إزاءَ المطالب الأميركية غير المحقة بوقفِ استيرادِ مشتقاتِ الطاقة من روسيا. ولا شكَّ في أن استقلاليةَ أقطابٍ عالميةٍ كموسكو وبكين ونيوديلهي وبرازيليا ودولٍ أخرى تقضُّ مضاجِعَ واشنطن، التي تحاول الحفاظَ على هيمنتِها بشتى الوسائل، حتى وإن ارتدَّت إجراءاتُها سلباً عليها.