وقد صرح كبير مسؤولي التكنولوجيا في البنتاغون إيميل مايكل، بأن وزارة الدفاع تمضي بسرعة نحو إزالة الحواجز الإدارية التي تعيق إنتاج وتوسيع أنواع وكميات هذه الطائرات لصالح القوات الأمريكية.

وقال مايكل، وكيل وزارة الدفاع للأبحاث والهندسة، إن “اللوائح السابقة كانت تحدّ من الإمكانات المتعلقة ببناء الطائرات المسيّرة وكيفية تصنيعها واختبارها”، مشيرا إلى أن الإدارة الحالية تعمل على تجاوز تلك القيود.
وتعد الطائرات المسيرة اليوم محور الصراعات العسكرية الحديثة، حيث كان لها دور بارز في الحرب في أوكرانيا، وكذلك في صراعات إسرائيل في الشرق الأوسط.
ورغم أن الولايات المتحدة تمتلك تفوقا تقنيا في بعض أنواع الطائرات المسيرة الكبيرة والمعقدة مثل “بريديتور” و”ريبر”، إلا أنها متأخرة في مجال إنتاج الطائرات المسيرة الصغيرة والرخيصة التي أصبحت عاملا حاسما في الصراعات الحديثة.
وبحسب تقرير صدر عن مؤسسة “ذا هيريتج فاونديشن”، فإن الولايات المتحدة متأخرة عن روسيا والصين في سباق التسلح بالطائرات المسيرة، ويعزى هذا التأخر إلى محدودية عدد الشركات الأمريكية المعتمدة لصناعتها، والتي لا يتجاوز عددها 14 شركة فقط.
وفي المقابل، تهيمن شركة صينية واحدة فقط، وهي “DJI”، على 70% من مبيعات الطائرات المسيرة عالميا، وتنتج ملايين الطائرات سنويا، ما يمنح بكين تفوقا عدديا هائلا.
ويحظر القانون الأمريكي على الجيش شراء الطائرات المسيرة المصنوعة في الصين، الأمر الذي يضاعف من التحديات التي تواجه واشنطن.
وأكد التقرير أن “الولايات المتحدة، بقدراتها الحالية، قد لا تكون قادرة على كسب حرب طائرات مسيّرة مع الصين”، مشيرا إلى أن واشنطن لا تملك حاليًا سوى 20 طرازًا وعددًا محدودًا من النسخ الجاهزة للنشر، مقارنة بملايين الطائرات الصينية.
لكن مايكل شدد على أن الولايات المتحدة لا تسعى فقط لمجاراة منافسيها، بل تعمل على فرض هيمنتها في هذا المجال، مستندا إلى الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس ترامب في 6 يونيو تحت عنوان “إطلاق العنان لهيمنة الطائرات المسيّرة الأمريكية”.
وينص هذا الأمر على تسريع إجراءات الموافقة للشركات الأمريكية المصنعة للطائرات المسيّرة، وضمان حماية سلسلة التوريد من أي “تأثير أجنبي غير مبرر”.
وقد تلاه إعلان لوزير الدفاع بيت هيغسيث الشهر الماضي عن حزمة من السياسات والاستثمارات الجديدة، تهدف إلى تبسيط إجراءات شراء الطائرات المسيّرة وتدريب القوات على استخدامها.
ولتسريع إنتاج هذه الطائرات، أعلن مايكل أن وزارة الدفاع ستعقد مرتين في السنة فعالية تُعرف باسم “تجربة الجاهزية التكنولوجية” (T-REX)، والتي تتيح للمصنّعين استعراض طائراتهم أمام مسؤولي الجيش من خلال تجارب حية وعروض للنماذج الأولية.
وتُعد هذه الفعالية امتدادًا لمبادرة أطلقتها إدارة جو بايدن السابقة ضمن برنامج “الاحتياطي السريع للتجارب الدفاعية”، والذي تم إلغاؤه لاحقًا.
وقال مايكل: “بعض هذه الطائرات تُستخدم لجمع المعلومات الاستخباراتية، وبعضها مزود بأسلحة، والبعض الآخر يُستخدم لاعتراض طائرات مسيّرة معادية”، مضيفا: “هذه الطائرات قد تزن بضع أرطال أو تصل إلى مئات الأرطال، ويمكن إطلاقها بطرق مختلفة، تبعًا للسيناريو الذي تُستخدم فيه، سواء للدفاع عن قاعدة عسكرية أو للمشاركة في المعارك”.
وأشار مايكل إلى أن هناك حاليا 18 نموذجا أوليا لطائرات مسيّرة خضعت بالفعل لبرنامج T-REX، وهي الآن قيد التطوير السريع داخل البنتاغون.
كما أجرت الحكومة الأمريكية تمرينا حربيا في مارس الماضي في ولاية ألاسكا، يحاكي كيفية الدفاع عن القواعد العسكرية داخل الولايات المتحدة ضد الهجمات بالطائرات المسيرة.
المصدر: The Hill