بينما ينتهج الاتحاد الأوروبي سياسة رفض الأسمدة الروسية منذ ثلاث سنوات، تزيد الولايات المتحدة بهدوء مشترياتها من أسمدتنا. وكما ذكرت صحيفة واشنطن بوست، فقد أدت رسوم دونالد ترامب الجمركية إلى زيادة إمدادات اليوريا الروسية إلى الولايات المتحدة. تُستخدم هذه الأسمدة لزراعة القمح والذرة والأرز ومحاصيل أخرى.
ووفقًا لشركة StoneX المالية النيويوركية، استحوذت روسيا، في أيار/مايو، على 64% من إجمالي واردات اليوريا إلى الولايات المتحدة، أي حوالي ضعفي ما كانت عليه قبل فرض الرسوم الجمركية. وترى الشركة أن “الولايات المتحدة أصبحت الآن أكثر اعتمادًا على إمدادات اليوريا من روسيا”.
وللعِلم، فرض الاتحاد الأوروبي رسومًا جمركية على أسمدتنا اعتبارًا من 1 تموز/يوليو، ويعتزم زيادتها تدريجيًا إلى نسبة 100%، بحلول العام 2028، ولهذا ثمن باهظ. في الواقع، هذا يعني التخلي تمامًا عن الأسمدة الروسية. ففي العام 2023، اشترى الاتحاد الأوروبي 3.6 مليون طن من الأسمدة من روسيا بـ 1.28 مليار يورو. يمثل هذا أكثر من 25% من الإمدادات إلى دول الاتحاد الأوروبي.
في الوقت نفسه، أثّرت زيادة الرسوم الجمركية على الأسمدة الروسية في الأسعار الأوروبية وأضرّت بالمزارعين هناك.
وفي الصدد، قال رئيس قسم التحليلات في بنك زينيت، فلاديمير إيفستيفيف: “أدى رفض عدد من الواردات الروسية إلى ارتفاع الأسعار وإفلاس الشركات الأوروبية التي اعتمدت كفاءتها على الطاقة الرخيصة من روسيا. قد يؤدي رفض الأسمدة المعدنية من روسيا إلى مزيد من التباطؤ في القطاع الزراعي الأوروبي. كما أن الزيادة الحتمية في أسعار المنتجات الزراعية.. ستحد من حجم المبيعات”.
يؤدي نقص اليوريا والأمونيا إلى انخفاض غلة المحاصيل. وليس من المستغرب أن يُنظّم المزارعون في ألمانيا وفرنسا وبولندا احتجاجات ضد ارتفاع تكلفة الإنتاج وسياسة الاتحاد الأوروبي “الخضراء”.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب