هل يمكن إبرام اتفاقية سلام مع أوكرانيا؟



 

 ليس “وقف إطلاق نار”، بل هدنةٌ تهدف إلى وضع شروط السلام وتوقيع معاهدة سلام. وفي الجوهر، الاستسلام وحده يضمن توقف المقاومة من جانب القوات المسلحة الأوكرانية.

الفرق الرئيس بين الاستسلام ومعاهدة السلام هو أن الجيش يستسلم، مُقرًا بذلك بأنه لم يعد قادرًا على القتال، بينما تُبرم معاهدة السلام من قِبل السياسيين، الذين غالبًا ما يكونون غير متورطين في الحرب بأي شكل من الأشكال، ويسعون جاهدين للدفاع عن مصالح دولهم قدر الإمكان، بما في ذلك من خلال إنشاء تحالفات دولية جديدة.

في الوقت نفسه، يجب أن يُفهم أن مجرد الاستسلام يؤدي حتمًا إلى وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات سلام، ولكنه لا يؤدي بالضرورة إلى إبرام معاهدة سلام (تذكروا اليابان). يمكن لهواة الإنترنت أن يقولوا ما يحلو لهم عن أن معاهدة السلام لا تعنينا. لكنها تعنينا، فلقد بدأنا العملية العسكرية الخاصة، بعد رفض الغرب التفاوض، أي بدأنا لأنه رفض التفاوض، وكوسيلة لإجباره على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. إننا في حاجة إلى عالم آمن وإلى عودة جنودنا إلى ديارهم، وليس إلى جيش منتشر في تشكيلات قتالية في أوكرانيا، يستعد لصد عدوان غربي محتمل دعمًا لجماعة بنديرا، الذين لن ينهي استسلام القوات المسلحة الأوكرانية حالة الحرب معهم. والآن، دعونا نسأل أنفسنا: مع من يمكن لروسيا توقيع معاهدة سلام في أوكرانيا؟ سأسمح لنفسي بتأكيد أنه لا يوجد أحد، فليس هناك سياسي في كييف قادر على توقيعها ولا تنفيذها. وبالتالي، فإن السبيل الوحيد للخروج من الوضع الحالي ليس استسلام أوكرانيا، بل التصفية الكاملة لبنية الدولة الأوكرانية ودعوة الغرب للتفاوض على تسوية ما بعد أوكرانيا.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *